الاثنين، 19 ديسمبر 2022

تقييم الموضوع المرضي [1] || المعادلة الأساسية لتكوين الأمراض وأركان العلاج

يعالج الطب الحديث الأمراض عادة بمواد قاتلة ومدمرة للخلايا، خصوصاً مرض السرطان، والتي تعطي للـ"ضحية" عمراً افتراضياً ولكنها لا تعالجها، لأن علل الأمراض، تبقى موجودة، أي تلك الأسباب التي أدت لتشكل ظاهر المرض المرصود، مثلاً الكتلة السرطانية أو الانتشار الخلوي السرطاني، وهذه الأسباب هي "جوهر تكوين المرض نفسه" ومعادلة جميع الأمراض تكون دائماً على النحو التالي :

علة المرض المباشرة × التركيب الجسدي للمريض × البيئة المحيطة بالمريض = نوع المرض ودرجته ( ظاهر المرض وأعراضه وتكوينه المادي ).

الطب الغربي الحديث، لا ينظر سوى للطرف الثاني من المعادلة ( الورم أو الانتشار السرطاني نفسه)، وأما العلل الحقيقية فيهملها وكأنها غير موجودة. أي أن الطب الحديدي والكيميائي، ليس فقط لا يعالج الأمراض ولم يتوصل لحل لها، إنما هو أصلاً "لا يبحث عن العلاج الحقيقي للأمراض" وأرجو من الأطباء الكرام الذين قد يكذبون هذا الكلام أن يكتبوا في التعليقات رأيهم بصراحة وسأحاورهم فيه … ولن أغلق التعليقات على هذه المقالة بالذات أبداً.

في الطب الطبيعي تختلف منهجية العلاج باختلاف سعة الرؤية التي ننظر بها للمرض : 

العلاج بإزالة العلة المباشرة، يزيل القوة التي جعلت المرض يبدأ، ولكنه لا يزيل بالضرورة استعداد الشخص للمرض [تركيبه الجسدي]، أو ما تداخل فعلياً من المرض مع تكوينه البيولوجي ...

إن إجراء عملية جراحية أو حقن كيميائي لقتل موضع السرطان الجسدي ، ليس كافياً لجعل المريض يتعافى فعلياً ولا يمرض بالسرطان مرة أخرى، لقد تمت إزالة المدخول ( العنصر ) الفعلي للمرض من التكوين الحالي لهذا الجسد، لكن العلة قد تكون باقية، وهي أصلاً الحدث المباشر الذي أدى لوقوع السرطان.

واستعداد الشخص قد يكون باقياً أيضاً وهو أمور تدخل في تركيبته التكوينية مثل اليأس النفسي وموت الأمل، أو مثل الجسد المليء بالسموم، وأيضاً السموم التي تقع في البيئة تؤدي لنفس النتائج إذا لم تتغير البيئة أو لم يتيغر تفاعلها مع الإنسان على الأقل.

ولذلك عند علاج المرض ... يجب مراعاة الأصول التالية :

1. يجب تغيير البيئة بما يتناسب مع حالة المريض ، كالتخلص من مصادر التلوث والأدوات الغير صحية في المطبخ والمنزل.

2. يجب أيضاً، تغيير تكوين جسد المريض وعقليته، وتخليصها من الاستعداد للمرض، مثل إزالة السموم الزائدة والعادات السيئة والأفكار السامة، وهي مسائل توفرها الحمية والتدريب.

3. يجب إزالة القسم الداخلي من المرض، ولنقل إنه الأعراض والتفاعلات السيئة المباشرة، كالكتلة السرطانية أو كفقر الدم، أو كالوسوسة الفكرية والاكتئاب.

4. وأخيراً يجب إزالة العلة نفسها التي أدت لظهور المرض :

ففي حالة السرطان فهي قطعاً السموم ، فكرية وجسدية، وتكوينياً يعود ذلك إلى ضعف التفاعل بين الإنسان والكون الفيزيائي وصعوبة تقبل الحياة نظراً لغياب قوة الإرادة والإيمان بآفاق من الجمال المكنون وإمكانية الاتصال بها ، وهذه هي العلة الأساسية أيضاً في كثير من الأمراض.

إذن ما معنى هذا ؟ معناه القول أن تحقيق نتائج فاصلة عبر العلاج الطبي وفق منظومة الطب الغربي المعاصر، مستحيل … 

أما في الطب العشبي والطبيعي، فإن الأعشاب تحاول إزالة علة المرض المباشرة وتشكله، ويقع على عاتق المريض الالتزام بالحمية وتغيير الأفكار والسلوك ومصادر التلوث في البيئة المحيطة، إن العلاج التكميلي والطبيعي هو علاج تكاملي وقائم على الرؤية الشمولية.

إذن، هل هناك علاج للأمراض المزمنة كالسرطان بالأعشاب ؟ نعم يوجد، عادة تتم دراسته في أكادييات غربية تستخدم اللغات الانجليزية، ولها ترخيص بذاك العلاج في أعتى دول الحضارة الغربية تحت مسمى "الطب التكميلي والطب البديل" ، أي أنها تنظيمات مهنية مرخصة حكومياً في أمريكا وأوربا.

في العالم الغربي ، يوجد علاجات طبيعية منهجية للسرطان ، على سبيل المثال :

  • الحمية العشبية لهولدا كلارك.
  • حمية غيرسون النباتية.
  • حمية الغذاء القلويدي.
  • علاجات الطب الهندي والصيني للسرطان.
  • علاجات زهور باخ.
  • وربما أهمها وأوثقها هو "علاجات مدرسة جون كريستوفر" الطبيعية للسرطان.

إذا كان ثمة بعض الدجالين والمهرجين في العالم العربي - دون ذكر أسماء - لا يستطيعون علاج السرطان بالأعشاب رغم ادعاءهم ذلك فهذا أمر طبيعي لأن الوطن العربي ليس فيه نقابة مسؤولة عن ترخيص وتنظيم هذه الأمور قانونياً، لأن المسؤولين العرب عن الصحة يقولون هذه علوم زائفة ... رغم أن نظام الغرب نفسه قد رخصها.

إذن …. شفاؤك ليس بيد الطبيب، شفاؤك بيدك أنت وحسب رؤيتك للعالم والأمور من حولك …

إن شفاءك يبدأ من النفس وتغييرها، لتغير عبرها الجسد والبيئة وعلة المرض، لتغير حينها محاكاتك الزمنية التي تجسد واقعك.

________________

ملاحظات :

** العلاج الطبي البديل والتكميلي والطبيعي يتم تنظيمه من قبل الحكومات، ولا يتم اعتماده من قبلها، العلاج في الغرب لا يتم في القطاعات العامة بشكل حصري، القطاع العام في الطب والعلاج يعتمد المنهج الإمبريقي والطب القياسي، ولكن أغلب الناس في أوربا اليوم يتلقون علاجاً تكميلياً وبديلاً. من مؤسسات خاصة ، مصادق عليها بنقابات حكومية: 

أسرار العلاج الكلاني || ضغط الدم : تعليله الحقيقي - البرنامج الأساسي للعلاج

  

الفكرة الرئيسية التي سأخبرك بها لن تجدها في أي مكان آخر على الانترنت ، النظرية الكاملة التي تفسر ارتفاع ضغط الدم سوف يكون لها مقامها ، لا أطلب منك أي مقابل سوى الالتزام بالتوصيات التي سأخبرك بها.

يوجد ثلاثة مبادئ رئيسية تحكم التفاعلات الحيوية في جسم الإنسان ، وفقا لطب الأيورفيدا :

  • مبدأ Vata (تحريك-حيوية-فضاء-تنظيم): وهو في الجسد ، تعبير عن القوة التي تنظم الحركة التفاعلية للعمليات في سائر الجسد (الفيزيولوجية) ، وهذه القوة المنظمة للفيزيولوجيا تتجلى مادياً في الكهرباء العصبية ، وسائر عمليات النقل والتنظيم في الجسم.
  • مبدأ Pitta (امتصاص-عكس-حرق): بيتا هي قوة الهضم والتحويل والإنتاج ، بكافة مظاهرها وفي الجسم هي مثل الأيض الخلوي ومثل امتصاص الطعام أو إذابته بالعصارات الهاضمة ، ومثل عملية إنتاج الهرمونات والنطاف والبويضات.
  • مبدأ Kapha (انعكاس-تجسيد-سكون): هي القوة المسؤولة عن حالة الصلابة والتجسد ، أو البنيان المادي المرئي للجسم.

ضغط الدم من وجهة نظر الأيورفيدا :

يحدث لسببين : 

* إما زيادة قوة الحركة المنظمة للكهرباء ( فاتا ) مما يؤدي لتسرع دقات القلب وانقباض الشرايين، وهذا التسرع نتيجة حتمية لزيادة مستوى الدفق الكهربائي العصبي في القلب والدماغ. 

وإن هذا الدفق الكهربي ، ليس إلا تشنجاً في النقل العصبي، يعود لأسباب تتعلق بالانحباس ضمن زمن فكري وهمي معين ، التفكير المُستمر بما قد يقع من المخاوف مثلاً ... 

إن حالة الشتات الذهني هذه تحبس الكهرباء في الجسد وتمنعها من الخروج والتفرغ ، وتمنع الجسد من استخدامها فتشكل عبئاً عليه (كهربة فائضة) ، وكذلك يحدث مع الأملاح. 

ضغط الدم هو حالة شتات ذهني مع تفريغ كهربائي عشوائي، هذه الحالة هي نوع من طاقة الأنوثة الزائدة في عمليات الجسم (الين المُتطرف)، تتركز في الحركة الناظمة (فاتا) ، قوة اليانغ النشطة للكهرباء ذكرية ولكن توجيهها غير مركز "عشوائي" وهو يعني الأنوثة المتطرفة ... 

والحل ، هو تفريغ الكهرباء الزائدة لإعادة الاستقرار ، وشدّ الشتات الذهني نحو قوة الآن ، تماماً كما يشد المِلح مذاق سائر الطعام.

* وإما زيادة في قوة الصلابة ( كافا ) التي تتجسد مادياً بتراكم السموم في "المسالك اللمفاوية"، والتي بدورها تضغط على الشرايين وتسرب بعض السموم للدم. 

ينبغي الانتباه إلى أن المسالك اللمفاوية تتكامل في وظائفها مع الكلى. 

إن نقص النشاط البدني ، ونقص التحقيق الفعلي للذات في العالم الموضوعي ، يؤدي لمثل هذا الخمول ، تماماً كما يؤدي تشتت النشاط الذهني لضغط الدم التشنجي ، يؤدي السكون السالب لامتلاء الجسم بالأوساخ.

إذن لدينا هدفان : تحقيق الاسترخاء في عملية تنظيم الجملة العصبية، وإزالة الأوساخ من المسالك اللمفاوية والشرايين.

العلاج المقترح من قبل المدرسة العلاجية الكُلانية :

1.   تعلم الاسترخاء لضبط الحركة الكهربائية ، ممارسة التأمل والتخيل مع توجيه أوامر للجسم بالانضباط الدائم بخصوص الكهرباء التي تتحكم في القلب والشرايين. تنفس يومياً عشر دقائق مثلاً مع التركيز على النفس ، سيساعد لتفريغ كهربائيتك ، وزيادة تركيزك. أشعل شمعة وركز عليها لفترة من الوقت يومياً.

2. الحركة الرياضية البدنية المنتظمة ، كل يوم لمدة ربع ساعة مثلاً ، لا يتضمن ذلك المشي.

3. استخدم زيت النعناع البري ذو الجودة العالية والمصنع من قبل شركات تحترم اسمها ونفسها ، ضع بضع قطرات في عصير الليمون الخالي من السكر واشربها كل يوم أو يومين ، دلك بالزيت أرنبة أنفك ، ومنطقة الكبد الانعكاسية في كفك ( تعرفها بالبحث عبر الانترنت عن خرائط الكف الخاصة بالرفلكسولوجي ) وكذلك منطقة الجبين ، التدليك بشكل دائري حلزوني.

4.     اشرب نصف ملعقة صغيرة من مسحوق الكايين مع الماء الساخن والعسل مرتين يومياً.

5.    اجلب كميات متساوية من ورق الزيتون ، الدوم ( الدوق ) ، الزعرور ، البردقوش ، البابونج ، اخلطهم معاً واطحنهم واشرب كل يوم ملعقة كبيرة تضعها بكأس من الماء المغلي وتنتظر عليها قليلاً ، كرر ذلك لشهرين ثم توقف لشهر ثم أعده لشهرين.

6.   ابتعاد نهائي عن الملح الميود وكافة منتجات الغذاء والطبخ القادمة من الحضارة الأمريكية المعاصرة ، اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن معتمد على الحبوب الكاملة والخضار والفواكه والمكسرات. بالنسبة للأملاح ، ليس شرطاً أن تكون زيادة الصوديوم هي السبب الحقيقي وراء ضغط الدم في حالة ارتفاع منسوبه ، بل ربما يكون قد ازداد لأن الجسم لا يمتصه ولا يستفيد منه كما ينبغي بسبب تراكم البوتاسيوم ... إن الأملاح التي لا تُمتص ولا يتم إفرازها للخارج ، تتراكم مع مرور الوقت ، وتقوم بالتأثير العكسي على الخلايا ، ذلك التأثير ، الذي يعاكس تأثيرها الأساسي في الجهة ويناسبه في القوة والطبيعة.

7.     تناول الجوز واللوز والبندق والزيتون وزيته بكثرة. لتنظيف الجسد من تراكمات الزيوت السيئة.

رجاءاتي بالشفاء …

أسرار العلاج الأخضر || إيقاف الشهوة العالية للسكريات و تحسين نسبة الأنسولين - الشفاء الحيوي وقوة الغذاء

  السكري

هذه المعلومات لا تغني عن استشارة أخصائي الأيورفيدا أو الماكروبيوتك.

ما هو مصدر شهيتك لتناول الحلويات برأيك ؟ يوجد أربعة مصادر رئيسية لذلك :

1.      السبب الجذري هو نقص الطاقة.

2.      الأسباب الكيميائية تشمل نقص المعادن.

3.      السبب المزاجي يتعلق بنقص هرمون السيروتونين.

4.      خلل في إجرائية البناء الفعال "ما يُسمى بعنصر التربة في الطب الصيني".

 

وبعبارة أُخرى ، عندما تتخلص من العوامل السابقة ، لا يجوز أن تحسي برغبة الحلويات المتطرفة ، هناك عاملان آخران يتعلقان بمن يتناول السكريات الصناعية والتي تسبب الإدمان ،كنتيجة تأثيرات معينة على المخ والأعصاب ( بغض النظر عن شكل هذا السكر ) وبالدورة الشهرية.

سأبدأ بالعامل الأساسي الأخير وستُدرك ارتباط هذه العوامل معاً من خلاله : عنصر التربة هو اسم يعبر عن "إجراءات معينة يقوم بها جسمك فيزيولوجياً ، تتمثل في التماسُك الخلوي ، والعصبي ، وتوازن الكهرباء ، والهرمونات ، والعواطف …." وهذه الإجراءات يفعلها كنتيجة للتفاعلات بين طاقات الجسم المختلفة ، فانتظام سير الطاقة يؤدي لتوازن عنصر التربة ، الذي هو "التماسك في النظام الحيوي المؤدي لتآلف مواد الجسد".

إن أي اضطراب نفسي سيؤثر على هذا التماسك بدرجة أو بأخرى وسيقلل مقدار التنظيم ويزيد الفوضى بدرجة معينة ، وكذلك العادات الغذائية الغير متآلفة مع طبيعة الجسد الفطرية ، كتناول الطعام بشكل يضغط على مقدار التحمل من أجل الشهوة ، خصوصاً إذا كان هذا الطعم حلو المذاق ، وكتناول الكثير من الدهون البروتينية التي تشتت الطاقات الحيوية وتعزلها عن بعضها وتحبسها ، كما أنها تسهم في تكوين الدهون الحشوية التي تمنع الأعضاء من التنفس الحيوي ( امتصاص الطاقة البيوفيزيائية ).

عندما تتمثل التربة بشكل مادي ، تتمثل في الجسد بأسره، منقسمة إلى خمس تمظهرات (تربة المعدن (الكهرباء العصبية) : والنفس والرتين || تربة الماء( السوائل ) : اللمفاوية والعظام والشعر والجهاز التناسلي المُنفعل || تربة الهواء ( أنزيمات حركة النقل والاستقلاب الحيوي ) : الهرمونات والحاثات ، والحركات التقلصية والارتخائية ،والكبد والمرارة والعيون || تربة النار ( أنزيمات حركة الحرق الحيوي ) : الأحماض والمواد المذيبة والحرّاقة، القلب واللسان والجهاز التناسلي الفاعل || تربة التربة : تقريباً جميع ما بقي من أعضاء وعتاد صلب، وبشكل خاص "النكرياس").

عندما تتمثل التربة في الغذاء، تكون في الأغذية :

1.الحلوة (طعم الحلاوة الحقيقي هو عندما لا تضيف المحليات والمملحات للأغذية الترابية) مثل الفواكه والعسل والزبيب والتمر ، كما مثل اليقطين والملفوف وورق الخس والبصل الحلو والكرمب.

2.الصُلبة والمتكاثفة (ليس اللحوم فهي متطرفة-بل الجذور والجذوع والحبوب الغير مقشورة).

عندما تشتهي الطعم الحلو كثيراً ، فهذا يدل على خلل في مبدأ التربة ( أو إجرائية التربة ) في جسدك ، سيزول ، إذا عوضت نقص هذه الطاقة بشكل صحيح ، اختلال السيروتونين، ونقص الطاقة ( السعرات الحرارية ) كل ذلك يعود لنفس المصدر.

سيستغرق الأمر بضعة أيام من الصبر، قليلاً من الجهد :

·         أعد مشروب الخضار الحلوة[1].

·         ضعي كمادة الزنجبيل[2]على منطقة البنكرياس

·         لتعويض الطاقة ، تناولي الكثير من الكربوهيدرات المعقدة "الحبوب الكاملة والخضار الحلوة". تحتوي على معادن جيدة.

·         التفاح والجزر لا يرفعان السكر بل يخفضانه بسبب البكتين الخاص بهما.

·         التمر ، رفعهُ للسكر شبه معدوم (وفقاً لمؤشر غلاسيمي).

علاج عشبي فعال :

ابحث عن بزر البصل وتناوله زهوراتاً ( مغلي العشبة ) أو منقوعاً ، وأعد زهوراتاً من : ورق الزيتون، الحلبة، الشمر، المردقوش، زر الورد … مقادير متساوية ، ملعقة عادية في كأس ماء مغلي تشرب بعد نقعها لعشر دقائق ، ثلاثة أشهر ثم التوقف لشهر ثم ثلاثة ثم شهرين ثم ثلاثة.

باتباع الإرشاد السابق ، سيخف مرض السكري ، سيخف معه احتياجك لجرعات الأنسولين والأدوية المنظِّمة ، لذلك احذري وقومي بتخفيض الجرعات بشكل مناسب ، تحت إشراف طبيب مختص أو استشاري ماكروبيوتك مختص. التحسن يمكن أن يصل حتى 90% ( الجرعات تقل إلى 10% ) ، إذا استخدمتي قوة العلاج الاقتراحي ، يمكن الشفاء التام.

ولذلك، أسأل لكِ الشفاء التام …

الأنسولين والسكر :

عدم إفراز أو امتصاص الأنسولين ، لا يساوي كونه شيطاناً يجب التخلص منه. إلغاء مصادر السكر الطبيعي ، يُقصد منه إلغاء الحاجة للأنسولين ، وليس علاج مرض السكري ، الذي يتعلق بخلل في البنكرياس ، وفي مستقبلات الأنسولين الخلوية ، وفي "مبدأ التربة" الموجه لكل ذلك. الطريقة الصحيحة هي علاج جذر المشكلة "الخلل" وليس الأعراض "نتائج الخلل". الكاربوهيدرات المعقدة مصادر طاقة نظيفة، غياب الأنسولين عن الدم يعود لخمول في خلايا بيتا في البنكرياس ، يحدث ذلك إما بسبب صدمات نفسية، أو كرد فعل على مقاومة الأنسولين.

مقاومة الأنسولين هي النتيجة الطبيعية للكبد الدهني وزيادة حموضات الدم ، لا علاقة لها بالسكر "الغلوكوز" بل بالسكريات الصناعية والمنكهات، والأغذية الحيوانية والدسمة.

[ كيف يعمل العلاج العشبي ] | الفجوات في المناهج الطبية السائدة

 

 الطب والعلاج الحقيقي أين هو ؟ كيفَ تشفي نفسَك ...

سؤال : ما رأيك بالعلاج العشبي ؟ كيف تساعد الأعشاب في علاج المريض بمادة فاعلة ضعيفة ؟

"لقد أصبحت الشهادة الطبية الأكاديمية اليوم، نوعاً من "صكوك الغفران السُلطوية" المتحضّرة والمُحترمة !"

ولطالما رأيت جعجعة ولم أرَ طحيناً … جميع المتمسكين بقشور الأكاديمية ، التاركين لعمق العلوم. يتحدثون عن "المواد الفاعلة" في الأدوية الصيدلية ، وحتى هذا اليوم لم أرصد فعاليتها في ( علاج ) شيء ، آمل أن لا تكون المشكلة في أنهم يعيشون في واقعٍ موازي مختلف عن الواقع الذي أعيش فيه.

"طب الأعشاب" لا يعتمد فقط على "التفسير الكيميائي" ، في الحقيقة إن مثل هذا التفسير هو نوعٌ من "استعباد طب الأعشاب" نحو المؤسسات الأكاديمية ، صحيح أننا كباحثين نلجأ إلى مصادر طبية وتجارب كيميائية ضمن المختبرات لتوثيق قدرات العشبة من ناحية أكاديمية ، إلا أن ذلك ليس إلا "محاكاة لعقل الإنسان العصري" وهو من مبدأ : خاطبوا الناس على قدر عقولهم ، لأن التفسير الحقيقي لقوة العشبة هو "علم التوقيعات" وهو علمٌ تجريبي تماماً ، لكنه لا يعزو مسائله إلى علل من السطح المادي.

تتفرع من هذه القاعدة العلمية، أربع مدارس رئيسية :

1. الطب العشبي التجانسي ( الغرب ) : قائم على التآثر المطهر للجوهر السماوي لعشة أو مادة ما بالنسبة إلى مرض ما ، عبر قراءة وتحليل جوهر العشبة وجوهر المرض من حيث النماذج الكونية التي يدعمانها كليهما ، فتجانس العشبة الموجب مع المرض السالب ضمن نفس النموذج الكوني يجعل كلاهما يلغي تأثير الآخر والمحصلة هي الشفاء ضمن متعلقات ذلك النموذج ( وسيرد الشرح في البحث التالي ).

2. الطب العشبي العنصري ( الصين ) : عوضاً عن البحث عن النموذج الخاص لمرض معين وعشبة معينة ، يتم تصحيح الطاقات الميتافيزيائية العنصرية الخمسة التي توجه فيزيولوجيا الجسم ومزاج النفس ، سيكون وقعه أضعف لأنه سيحتاج وقتاً أطول للاستجابة.

3. الطب العشبي التمازجي ( الهند ) : نفس المبدأ ولكن مع العناصر كوحدات قطبية حيث يشكل كل عنصرين وحدة كاملة.

4. أزهار باخ : معتمداً الحدس والوجدان والإلهام السماوي ، استطاع باخ الوصول لتركيبات عطرية وسوائل طبية من أزهار حديقته السبعة والثلاثين نوعاً.

بلمحة بسيطة على التجارب المُعاصرة القليلة التي ( سُمح ) بإجراءها على هذه الأنماط ، يمكنك التحقق من المكونات الفاعلة أين هي بالضبط وما هي طبيعتها.

المشكلتان الرئيسيتان في علم الفارماكولوجي :

غاية الطب الوضعي تختلف عن غاية الطب الأصلي :

المكونات الفاعلة هي فعلاً فاعلة ، ولكنها صُممت خصيصاً لتطبيب ( وليس علاج ) أعراض محددة دون غيرها ( وليس للجذور الحقيقية للمرض ) التطبيب يختلف عن العلاج ، الذي يختلف عن الشفاء فالشفاء زوال العِلّة ، والعلاج زوال المشاكل حتى ولو لم تزل العلة ، أما التطبيب وفق المصطلحات التي يستخدمها الأطباء ، فيعني باختصار "إيجاد طريقة مثبتة تجريبياً وإحصائياً ل(التعامل) مع المريض و(إدارة) أعراض مرضه الخارجية ، بأفضل شكلٍ ممكن يسمح به دستور الطب الحديث" ، حتى وإن لم تزل العلة ، حتى وإن لم يحدث الشفاء ... يكفي أن يُمكن التعامل مع المريض بطريقة تعترفُ بمرضه ... هذه هي الحقيقة.

آليات ولواحق تطبيق نوعٍ من الطب تختلف عنها في نوعٍ آخر :

المكونات الفاعلة هي فعلاً فاعلة ولكن ، وبسبب عزلها عن نظامها الأساسي ( غير القابل للاختزال ) فسوف تُسبب الكثير من الأضرار والتأثيرات غير المرغوبة ، هذه الأمور لم تعُد سراً أو حكراً على علماء الصيدلة والدواء والعقاقيرية.

المشكلات الفرعية :

أهمها تضارب المصالح التجارية الذي يؤدي لمزيد من التضليل في البحث العلمي ضمن ميدان البحوث والدراسات.

إن جود بعض النصابين هنا وهناك في مجال العلاج العشبي ، ظاهرة تختص بها "الأُمة العربية والبلدان النامية" دون غيرها ، لأنها ببساطة قررت أن "تكون تابعة للمؤسسات العلمية الرسمية تبعية تقديم النقل على العقل" أكثر حتى من الغرب نفسه ولذلك لا يُقبل بترخيص دراسة ومزاولة هذه المهنة تحت أي مسمى ، بينما يتم القبول بتلك الممارسات المهنية في بريطانيا وأمريكا وأوربا على نطاق واسع - فقط الماديون المتطرفون هم من يحاربها ويدعي أنها علوم زائفة – ، فقط، تبصر حضرتك في هذه الأمور[1][2]، يعني حتى لو كُنتَ مرخصاً في أمريكا أو بريطانيا ، لن يُعترف عليك في الوطن العربي ، ومن ((مفارقات الزمان)) أنك إذا حصلت على شهادة ما في التنمية البشرية ، حتى ولو لم يَكن معترفاً بها في بريطانيا ، ستسطيع تحت غطائها أن تزاول مهنتك في الطب التكميلي ، في الوطن العربي وأنت لديك شهادة معترف فيها من هناك بمجالك ، أترك لك التعليق أيها القارئ الشجاع.


المصادر :

[1] Guides: Complementary and Alternative Medicine Research Guide: Introduction

[2] Current Issues Regarding Complementary and Alternative Medicine (CAM) in the United States: Part 1: The Widespread Use of CAM and the Need for Better-Informed Health Care Professionals to Provide Patient Counseling

Electrical Psychology - J.B.dodes

موسوعة الأيورفيدا | د. لويس صليبا

الطب في الفكر الصيني | مانفريد بوركيرت

التشخيص في الطب الكلاني

  

كيفية التشخيص في الطب الكوني

 

في الأنماط الغير قياسية من الطب والعلاج التكميلي ، نشخص الحالة بطرق مختلفة عن الطرق المعاصرة ،التي تعتمد على التحاليل والأشعة ونحو ذلك ، نحن نستخدم تشخيص الوجه ، وتشخيص العينين Iridology وأحياناً تشخيص المفرزات والكفين والجلد واللسان.


نقوم بملاحظة التفاصيل الدقيقة لكل منطقة في الوجه ، إن أي علامة احمرار أو ازرقاق أو انتفاخ أو بثور ، تعني بالنسبة لنا الكثير لنحكم به على حالة المريض ، من تلك الأشياء العابرة التي لا يعتبر الطب الرسمي من أهمية لها بالنسبة للجسد ككل.


وفي العين ، نقوم بتسليط ضوء قوي نوعاً ما ليكشف الخريطة المرتسمة على العدسة وما حولها ، نلاحظ أي علامة مميزة على سطح العين ... مهما بدت تافهة بالنسبة للمريض أو العميل ، فهي تعني لنا الكثير ...

كما أننا نستخدم نوعاً معيناً من الاستبيانات نحصل فيه على كافة الأعراض المرتبطة بالعضو الذي نعتقد بأنه مصاب ، ومن خلال هذه الاستبيانات نقرر مستوى إصابة هذا العضو ونوعها ، و نطلب من العميل أن يخبرنا بأسلوبه الغذائي والمعيشي الذي اتبعه خلال السنين التي سبقت المرض وتلته ، ونطلب منه أن يخبرنا عن أدق التفاصيل حول ذلك.

وإذا أراد العميل الحصول على دقة أكبر في التقرير النهائي ( نموذج دراسة الحالة ) وكان يقبل التحدث بطريقة خاصة ، فيمكن أن يجري المعالج معه حواراً ذا طابع نفسي ، الكثير من المعالجين الأكفاء يطورون طريقتهم الخاصة في الحوار الكاشف لمكنون الأنفس ، مثل الجمع بين مبدأ الأنماط الأولية لكارل يونغ ، ومستويات التغيير العصبي الستة ، والتعرف إلى المعتقدات في العلاج المعرفي ، ومن خلالها تستطيع الوصول إلى المعتقدات الوسطية والعميقة لكل مقام من مقامات الحياة السبعة ( أعلم بأنها مصطلحات غريبة ) ، كل عضو في الجسم مرتبط بمشكلة نفسية معينة دون غيرها ، وهذه المشكلة بدورها ترتبط بمقام معين من مقامات الحياة السبعة الرئيسية. فالأمعاء بما هي مرتبطة بالتحليل ، سترتبط بعنصر النار ومقام الخيال الخلاق الذي هو الجنس ، يقع إسقاطه في عالمنا على منطقة تحيط بالعانة ، أما الدماغ المرتبط بالإدراك والتحكم بالتفكير فيتعلق بمقام الروح والذات ، ما يسمى بالعين الثالثة. إن مشكلة تتعلق بالأمعاء الدقيقة لابد أن تتعلق بملكة التحليل ، والتفاعل مع الزمن والآخرين بشكل تحليلي ، ويشمل ذلك الجنس الذي يغدو طاقة مأسورة في التأويل المتوتر المفارق للحقيقة الآنية ، وإن مشكلة تتعلق بالدماغ تنعكس عليه من مشكلات أعمق تعاني منها علاقة الذات مع الإدراك الكلي للوجود ولوجود الذات نفسها بعيداً عن وجود الآخرين.

كثيراً ما يُطلب منا أن نقوم بقراءة التحاليل الطبية وأسماء الأدوية ... لذلك وجب التنويه :

المعالج الحيوي لا يتدخل بتقنيات الطبيب ولا يهتم كثيراً لها ، ولا علاقة له بالتحاليل الطبية ولا بالأدوية المرخصة من وزارات الصحة ، ولا يطلب من المريض إجراء أي تحليل أو التوجه لأي طبيب ، إلا عندما تكون الحالة خطيرة أو معقدة مثل سرطان البنكرياس في درجته الرابعة أو انسداد المرارة المترافق مع الالتهاب ، وحينها ليس المعالج من يحدد نوعية التحاليل والإجراءات المتعلقة بها ، وليس هو من يقرأها ، الطبيب هو من يتكفل بذلك وكل ما على المعالج فعله هو أن ينصح المريض بطبيب جيد.

لماذا قد يلجأ المعالج التكميلي للطبيب ؟ يعود ذلك لسببين : كل معالج له قدرة معينة على العلاج وله طاقة لا يستطيع تجاوزها ضمن واقعته الآنية حين العلاج ، لذلك لا يمكن أن تتطلب من المعالج أموراً تعجيزية بالنسبة له ، ثم تلومه على الاستعانة بالطبيب ، لأن الطبيب نفسه سيقف عاجزاً عندها وكل ما سيفعله هو إجراء الجراحة والعلاجات المتطرفة في تأثيرها.

السبب الثاني يتعلق بأولويات وبإجراءات معينة بالنسبة للمعالج ، كما بالنسبة للطبيب.

إذاً على الطبيب الكيميائي والجراحي أن لا يتدخل بعمل الطبيب الحيوي ويفرض آراءه الشخصية على العلوم التي أنفق الطبيب الحيوي سنيناً من حياته في تعلمها ، ويشكك بأخلاقياته ونزاهته ، ويحاربه في كل موقعة فكرية. وبالطبع ليس مطلوباً من المعالج التكميلي أو الطبيب الكوني أن يفعل ذلك ويشخص الحالة بالطب الموازي لنموذجه ، تماماً كما أن لا أحد يطالب الطبيب الرسمي بأن يقوم بتشخيص العيون أو بأشكال التشخيص الأخرى كالتشخيص في الطب الصيني أو الأيورفيدا مثلاً ، فلا أحد يمكنه أن يطالب المعالج الحيوي بالتشخيص بالتحاليل والأشعة ، لأنه وبصراحة يرى جدواها قليلة وفي كثير من الأحيان لا جدوى منها.

يعاني الطب التكميلي من تضييق شديد في الوطن العربي أكثر من أي مكان آخر ، جميع دول العالم تقريباً لديها نقابات تنظم مزاولة مهنة الطب التكميلي وتعترف به حكومياً عبرها ، بما في ذلك أمريكا وبريطانيا :

Guides: Complementary and Alternative Medicine Research Guide: Introduction

Current Issues Regarding Complementary and Alternative Medicine (CAM) in the United States: Part 1: The Widespread Use of CAM and the Need for Better-Informed Health Care Professionals to Provide Patient Counseling

وتحفظ حقوق المريض والمعالج ، لكن غياب مثل هذه القوانين في الوطن العربي ، الذي أضحى مادياً أكثر من المؤسسين للمادية أنفسهم ، يجعله عرضة للدجالين الذين يسيؤون إلينا ، وفوق ذلك لا يتمكن المريض من فهم الواجبات والحقوق القانونية للطبيب الحيوي والفرق بينها وبين واجبات وحقوق الطبيب الذي يشخص بالتحاليل والأشعة ويعالج بالجراحة والعقاقير والآلات الصناعية.

نهج الشفاء الحيوي والفرق بين أنماط الطب الأربعة الكبرى | افتح البوابة واعبر إلى النور العظيم

 إحياء منطلقات جديدة للشفاء : افتح البوابة ... واعبر النفق

 


حين يكشف الطب الرسمي عن المرض، يكشفُ عن أعراض المرض الظاهرة، التي يمكن قياسها بالتحاليل والأشعة .. تقوم التحاليل بالوصول إلى الجزيئات الخلوية المتناهية الصغر، تقوم الأشعة بكشف التفاعلات التي تحدث على مستوى العظام والأعصاب.

تكشف التحاليل المخبرية عن سائر المواد التي يمتلئ بها جسمك ودماؤك ، وتكشفُ الأشعة عن ما يحدث وراء الجلد والسطح الخارجي للعظام ، يومكن الكشف أيضاً عن تفاصيل حمضك النووي. إن نظرة الطب الرسمي للمرض يمكن تلخيصها بعبارة واحدة : الجزئيات المادية الصغيرة تنتج الجسم والنفس والحياة، والسطح الظاهري للجسم منفصلٌ تماماً عن الباطن العميق.

من هذا المنطلق، الذي يفصل الجسم عن بعضه من حيث القانون العام، ويرجع الأحداث العضوية إلى أحداث جزيئية، والأحداث الجزيئية إلى منطق مادي حاسوبي ، انبعث الطب الرسمي الذي يعرفه الناسُ اليوم، وكانت هذه بادئة المشاكل التي تراكمت على المنهج الطبي على مدار السنين.

عندما تذهبُ للطبيب ليقوم بتشخيص المرض أياً كان، يقوم برده إلى عوامل كيميائية، فيرد التهاب اللوزتين إلى البكتيريا والجراثيم، ويرد التهاب المفاصل إلى التلف الموضعي للمفصل، وهذا يقوض قدرة الطب على تفسير كل الأمراض، والظواهر الطبية، فهناك أمراض لم ترتبط بأية أعراض عضوية معروفة لا على المستوى الجزيئي، ولا على المستوى المركب والنسيجي، كالنوبات العصابية الصرعية، لا يوجد سبب محدد بدقة لها سوى بعض الافتراضات التي تخلو من البراهين التجريبية الصارمة. وكذلك المشاكل الجنسية المعروفة، أغلبها منفصل عن أي تأثير جسدي معروف. يتكرر الأمر مع متلازمة التوحد، والصدفية، والبرص، والرعاش، وداء باركنسون وقائمة طويلة.. الجينات التي تم تحديدها لتلك الأمراض تبين فيما بعد بتقنيات معينة ( كريسبر 9 ) أنها افتراضات غير دقيقة ، وأنه من المستحيل تحديد جين معين بحد ذاته مرتبط دائماً بمرض معين بحد ذاته.

طريقة التشخيص الجزئي لها مشاكل إجرائية أخرى، على سبيل المثال تفترض مسبقاً أن المشاكل الجسدية التي يعاني منها المريض منفصلة عن بعضها البعض، فلا يمكن للكلى أن تؤثر على الدماغ ولا يمكن للأمعاء أن تؤثر على الكبد، لذلك لا يلجأ طبيب الجهاز البولي الرسمي إلى السؤال نموذجياً عن نفسية المريض، ولا يلجأ طبيب المخ والأعصاب إلى السؤال نموذجياً عن حالة الكلى مثلاً. لأن كل جهاز عضوي معين في الجسم يُفترض أنه نسيج مستقل له جزيئاته الخاصة التي لا تؤثر على بقية الجزيئات في الأنسجة الأخرى. وأقصى ما يمكن التكهن به هو أن نقص عنصر غذائي أو جزيء عام منتشر في أنحاء الجسم ، كفيتامين معين، سيؤدي إلى السماح بحدوث الاضطراب في ذلك العضو لأسباب غالباً ما تكون غير معروفة.

هذا يعني أن التشخيص الطبي يكشف موضع المرض، والآثار التي خلفها، وتصنيفه وفق الموضع والآثار.. وقد يكشف بعض الأسباب الجزيئية التي أدت للمرض. أما ما لا يجيب عليه الطبيب هو أسئلة نوعية من مثل :

1.     ما هو المرض بالضبط : ما هي علة تلك الأعراض الظاهرة والتي سببتها من الأساس ؟

2.     كيف حدث الخلل على المستوى الجزيئي ؟

3.     ما علاقة هذا المرض الموضعي أو الانتشاري ببقية أعضاء وأجهزة الجسم ؟ هل يمكن أن يؤثر أو يتأثر بها بشكل قوي ؟ هل يمكن لعطب غير ظاهر في تلك الأجهزة أن يسبب المرض الذي تم رصده ؟

4.     كيف يمكن قياس المرض قبل ظهوره على السطح ؟ التحاليل الطبية تكشف المرض قبل ظهوره كمعاناة حقيقية ، وليس قبل ظهروه الفعلي في فيزيولوجيا الجسم، على سبيل المثال أغلب مشاكل الكلى لا يمكن التنبؤ بها بالتحاليل الطبية ( وهو ما سنشرحه بالتفصيل لاحقاً ).

5.     ما هو التأثير النفسي الذي يمارسه العقل والوعي بالنسبة للمرض ؟ لماذا الافتراض المسبق بالعزلة بينهما ، أو بأخذ الوعي والعقل الموقف السالب لتأثير الجسد ؟ هذا الافتراض فلسفي وليس علماً تجريبياً دقيقاً ، ورغم ذلك فهو يحكم كل البحوث الطبية ويقوضها.

6.     أين ينشأ المرض أولاً : في الجسد أم في العقل ؟

7.     ما هو العلاج النهائي لجذور المرض ؟ كتعريف قياسي للمارسة الطبية الحديثة ، فإنها تهدف في المنزلة الأولى إلى إزالة الأعراض الظاهرة على المريض والمعطلة لحياته العملية والإنتاجية ، والبحث عن علاج جذري هو أصلاً ليس من مباحث الطب التجريبي الحديث لأن الجذور تعتبر غير خاضعة لمنهج القياس الذي اختارته المنظومة البشرية العالمية للطب.

قد تبدو هذه الأسئلة غير طبية، وأقرب إلى علوم الفلسفة والميتافيزيقا، وليس من الحكمة إنكار ذلك، لأن هذا الكتاب لا يسعى أصلاً إلى التوفيق بين الرؤية الطبية المعاصرة، وبين الطب الكوني. لأن هذه الأسئلة أهم بكثير من تلك التي يطرحها الأطباء في مجامعهم وندواتهم ومراكزهم البحثية ، أسئلتهم منمقة بطريقة تحوي بالكثير من المنهجية القابلة للتجريب ، وتمتلئ بالمصطلحات الأجنبية المختلفة ، ولكن ذلك في حقيقة الأمر ، لا يهم المريض بشيء ... المريض الحقيقي الذي يعاني معاناة حقيقية ، لا يكترث بمدى تقانة وضباطة المعلومات الطبية ولا بمدى كثافتها واحترامها المجتمعي ، إنما يهتم بجدواها النهائية في علاج مرضه وإنهاء معاناته مع الأدوية والمسكنات.

لأن الخلل ليس فقط في نتائج البحوث الطبية، وليس فقط قصوراً في المدى الزمني للبحث الطبي التجريبي، بل أيضاً والأهم من ذلك، خلل في طريقة التساؤل الطبية، وتعويد على حصر الأسئلة ومواضيع البحث بنطاق محدد لا يتم الخروج عنه، ثم ادعاءُ أن ما يخرج عن ذلك النطاق هو خرافة.

لا يفتأ الأطباء من تكرار نفس الاتهامات للجهات التي تحاول توفير أنواع بديلة من الطب أكثر كفاءة ، ولا يفتؤون بترديد نفس الجمل المملة ، كذلك الشخص الذي عرض مليون دولار على من يثبت وجود ظاهرة خارقة ، أو كبعض البرامج اللبنانية والمصرية التي تظهر ممارسات بعض الدجالين والتجار وتلصقها بالعلاج الكوني الحقيقي. وعوضاً عن السعي إلى شفاء المريض من كلا الطرفين بما لديهم ، تحول الأمر إلى حرب نفسية وإثبات للأنا المزيفة والاستحقاق الاجتماعي ( من كلا الطرفين ).

الحقيقة أن الكلى يمكنها التسبب باستسقاء في الدماغ، والقلب قد يسبب مشاكل في النطق، والقولون يمكنه إحداث أضرار جسيمة على الكبد، والأمعاء المتسربة قد تؤدي لسرطان البنكرياس.. الجسم وحدة عضوية متكاملة، ليس من الممكن فهم كل قسم منه على حدى. حقيقة فطن لها بعض الأطباء في نهايات القرن العشرين وأسسوا منظمة الطب الوظيفي، الذي يبحثُ في الأسباب الفيزيولوجية العميقة للمرض وليس فقط كما يبدو في ظاهره العرضي والجزيئي. وقد استدعى ذلك إلحاق الطب الوظيفي بالطب الغذائي والبيولوجيا الجزيئية، فصار من المعروف علمياً وفي إطار التجريب، كيف يمكن للمرض أن تنتجه الأغذية الرديئة المؤثرة على العوامل الجزيئية، والفيزيولوجيا النسيجية المضطربة في أعضاء بعيدة عن العضو المريض.

ورغم كل ما حققه الطب الوظيفي من إنجازات جيدة على مستوى البحث العلمي وعلى مستوى العلاج، تم إهماله وشنت عليه حرب إعلامية ضخمة، لتنتزع أي مجال لصوت يقول إن هناك دواء غير ذاك الذي يباع في الصيدلية، وتلك السكاكين في المشافي ومباضع التشريح.

ليس من المفاجئ إذن تقديم أنواع طبية تبحث في موضوعات أكثر عمقاً وتجريداً من الطب الوظيفي، كالماكروبيوتك والأيورفيدا، على أنها خرافات، ومهما كان عدد الأشخاص الذين تعالجوا ويتعالجون عبرهما كل يوم، لن يكون مهماً أبداً لأن المنهج التجريبي في الطب يرفض أصلاً أي محاولة لافتراض وجود علة للمرض يمكن شفاؤها، حتى  قبل إنجاز التجريب والاختبار على فرضية تدعي ذلك.

تفسير مشكلة مرض الرعاش

نوع النموذج الطبي

التهاب في أغشية الأعصاب – نقص في الفيتامينات الأساسية

الطب التجريبي الوضعي

مقاومة الأنسولين أو حموضة الدم تسببت في تراكم السموم على الأعصاب والتهابها – قد يساهم الكبد والقولون والمعي الدقيق في ذلك

الطب الوظيفي

ازدياد الاضطراب في الدفق الكهربائي الحيوي مع غياب التوازن في تصريفه-تراكم السموم وغياب الطاقة اليانغ الذكرية التي تسمح بحجب السموم للخارج والحفاظ على تماسك الأعصاب

الطب التكميلي (ماكروبيوتك\آيورفيدا)

جميع النماذج السابقة صحيحة ويمثل كل منها مستوى للحدث، ولكن العلة الأساسية هي الرغبة في الارتباط بالآخر والزمن مع غياب القدرة على التماسك أمامهما، وفقدان الإحساس التدريجي بهذا التماسك سمح للكهرباء والسموم أن تفعل فعلها..

الطب الكوني

 

 الدراسة الإحصائية مقابل البحث البُرهاني والمذهب الذاتي في المعرفة العلمية :

"ليس هدفُ العلم التجريبي إيجاد ظواهر جديدة، والظواهر غير المتلائمة مع "الدُرج اللغوي للعلوم الحالية" والتي لا يمكن حشرُها فيه لا تُرى على الإطلاق" توماس كون فيلسوف العلم.

وقت كتابة هذا المقال .. البارحة كانت رابع مرة ( خلال سنتين ) أصاب فيها بالحمى والتهاب الحلق ، ورابع مرة أستخدم فيها قوة العلاج الاقتراحي للشفاء في أقل من يوم. لا أعلم سبب عدم ثقة الباحثين الطبيين في هذه الأساليب ، وسبب عدم توافقها مع المنهجية العلمية برأيهم ، لكن ملايين الملاحظات المتكررة عبر عشرات من السنين ، أظنها دافعاً قوياً لمحاولة الاستفادة من تلك الأساليب في تحسين مستقبل البشرية ، لو أمكنهم ذلك.

أمر غير واضح ... ما الذي يمنعُ المناهج العلمية التي تعتمِدها مؤسسات البحث العلمي من قبول أو تفهم الحقائق الأُخرى التي تم الوصول إليها في مدارس طبية أُخرى .. سوى أن يكون إدخال عنصر جديد على المنهج البحثي أو النموذج الطبي أمراً محرماً عقائدياً ؟!

ربما تستدرك لتقول : هذا المنهج الطبي خيرٌ من الخرافات ، وخيرٌ من الدجل والشعوذة ، والأدوية على الأقل شيء ملموس وهنالك إحصائيات ودراسات تدعمها وتؤكدها.. وإنه لأمر صحيح ، كل ما في الموضوع ، أن الدراسة الإحصائية دائماً غير دقيقة، إنها تُعنى بإثبات فرضية معينة .. ليس بالضرورة أن تكون نفسها الفرضية التي يتم التسويق لها إعلامياً.

الإنسان المعاصر عموماً لا يستدرك مثل هذه التفاصيل، لأنه منشغل على الدوام بالعمل والأسرة والسياسة والمجتمع، ولا يبحث بالموضوعات الطبية إلا إن كانت ضمن مجال عمله أو عندما يمرض، لكن لتتريث قليلاً ولتنظر مرة أخرى :

·        ما هو النموذج الإحصائي وكيف تتم مراجعته :

إنه دراسة شاملة لمساحة حيوية عشوائية فيها الكثير من العينات، في العادة تستمر الدراسات الإحصائية لفترات قليلة الطول الزمني، لذلك تتعاقب عدة دراسات إحصائية على نفس الموضوع، في حالة العلاج بدواء معين، وبعد إجراء تجارب السلامة الأساسية والتراخيص اللازمة، يتم إحصاء البيانات الطبية المعتمدة من قبل أطباء مجهولي الهوية، يقدمون بياناتهم لعدد أقل بكثير من الأطباء الذين يعرفون أنفسهم على أنهم قاموا بالبحث، وهم فعلاً كذلك ولكن الأحرى قد قاموا بالبحث "الإحصائي" لبيانات أطباء آخرين أكثر بكثير. بعد التحقق من البيانات بطريقة معينة غير دقيقة كفاية، يتم تسجيل الإحصاء بنموذج بحث أنيق مليء بالجداول والرسوم البيانية الأنيقة، وكتابة الخلاصة والآراء في الأسفل ... الأغلبية الساحقة من الأطباء إما أن يطلعوا على الخلاصة وإما أن لا يطلعوا على أي شيء على الإطلاق.

·        ما هي طرق الدراسة في النموذج الإحصائي :

الإحصاء الطبي ينبني على نموذج افتراضي يشمل الأعراض العامة سلوكياً وجسدياً وجزيئياً لقُطبي السلامة والاضطراب بالنسبة لحالة مرضية ما ، فهذا النموذج لا ينفذ أصلاً لعلة المرض ، لأن العلة لا يمكن إدراكها بالاستقراء والإحصاء.

يهدف الإحصاء الطبي إلى دراسة فاعلية تأثير ما على موضوع ما من خلال تطبيق التأثير أو حامل التأثير ( كالدواء ) على أعداد كبيرة من مصاديق ذلك الموضوع (عدد كبير من مرضى السكري )، هذه الفاعلية يمكن تقييمها بشكل احتمالي وترجيحي فقط عبر نموذج الأعراض المتعلقة بالمرض، ودراسة الفاعلية بهذه الطريقة تشير إلى عدم وجود ارتباط حقيقي مثبت الوجود بين التأثير أو المؤثر وبين الأثر الذي ينتجه، لأن موضوع البحث أصلاً هو الأعراض الخارجية وليس علة حدوث المرض، فتقييم التأثير بالاستناد للأعراض الخارجية لا يؤكد أو ينفي قطعاً ، ولكنه يقوم بترجيح وجود تأثير على المرض أو عدم وجوده، وبالاستناد إلى قاعدة التأثير (الافتراضية) طبعاً.

إنك لا تحتاج لدراسة إحصائية لتثبت أن الأفيون مخدر إذا علمت التفاعلات الكيميائية التي يقوم بها، على الأقل لا تحتاج ذلك لتثبت واقعية تأثير الأفيون على العقل من منطلقات محلية ومادية بحتة. ذلك يشير إلى أن تلك التفاعلات ، في حالة إقامة الدراسات الإحصائية لأجلها ، لابد أن تكون محض تخمين لم يَثبُت تجريبياً ، بنفس الطريقة ، لا تحتاج لإحصاءات لتستنتج صحة نظريات ماكسويل وفاراداي، ولكنك ستحتاج لإحصاءات لدراسة شيءٍ لا يمكن إثباته تجريبياً بالمختبر ، مثل ارتباط الكهرباء الشديدة مع تضيق الصخور العابرة لمياه المُحيط الهادي. يعود السبب في ذلك إلى غياب عنصر التعميم على القانون الذي تم اشتقاقه، سواءً لأنه لا ينطبق إلا على حالات محددة من أفراد النوع ( هذا المحيط بالذات ) ، أو ينتمي لقانون أشمل منه يتحكم في سير الأحداث من خلاله ( تأثير العقل على الجسد مثلاً ).

المسألة الأكثر خطورة بهذا الصدد، أن من يقوم بالدراسة يفترض مسبقاً أن التأثير يجب أن يكون إما هكذا أو هكذا، فهو يربط التأثير بقضية الفصل المنطقي بشكل مسبق، فدواء رافع للمزاج، إما أنه سيجعلُ المرء يسلك هذا السلوك بالذات – التفاعل الاجتماعي والنشاط المهني – أو أنه لا يعمل ، فمجموع الدوال المنطقية الخاصة بارتفاع المزاج ، والتي تتعلق بشخص المريض وظروفه وبيئته ، كما تتعلق بالبنيان الوجودي للعالم والذي لا تشكل المادة إلا قشرة من قشوره ، يتم إهماله بالكامل وكأن الدواء هو عنصر التأثير الوحيد ، وإذا تم احتساب عناصر أخرى فسيلجؤون إلى اختبارات دوائية سابقة تنطلق من نفس منطلقات عينة الدراسة ونفس نماذج التأويل.

والحقيقة أن دراسة الآثار برؤية من السطح الخارجي كهذه ، أبداً لن تقدم دلائل حاسمة خاصة في موضوعات نفسية ، وبخصوص الموضوعات والأمراض الجسدية، تتوقف الإحصاءات على افتراض مسبق أن المسبب المباشر للمرض جسدي وجزيئي، وهو أمر لا يمكن التأكد منه لأن تلازم أعراض مضطربة في البنية الجزيئية مع حالة مرضية معينة ، لا يعني بالضرورة أن الحالة هي نتاج ذلك الاضطراب الجزيئي بالذات وحسب. بسبب هذه الطريقة الدراسية تم تشريع الكثير من المكملات الغذائية لعلاج أمراض لم تقم بإحداث أي فرقٍ يذكر بخصوصها، تعاني الدراسة الإحصائية من قصور في تحديد علة المرض، والأعراض الجسدية الكاملة المصاحبة له، والسبب الجزيئي الحقيقي الذي يتعلق به، وإهمال العوامل الداخلية والفروق الفردية، وإهمال التكامل الفيزيولوجي بين الأعضاء، وإهمال الفروق بين المجتمعات، وربط التأثير بنموذج محدد من الأعراض، وغياب إمكانية الرقابة التامة على عوامل الدراسة الإحصائية وميكانيزماتها ... وبعد كُلّ هذا لا ينبغي لك أيها القارئ أن تظن ذلك الظن الساذج ، أن النماذج الإحصائية أو حتى دراسات العينات العشوائية والتناظرية ، ستجلب لك النبأ اليقين بخصوص موضوع طبي أو بحثي معين.

1. تعميم التأثيرات التي ينتجها دواء معين ، لا يأخذ بالحسبان "التأثير العقلي الإيحائي" بالنسبة لهذا الدواء، طبعاً يتم إهمال هذا التأثير في الدراسات الإحصائية إلا إذا كانت تلك الدراسات النادرة إلى حد شبه العدم، عن أنماط علاجية بديلة نوعاً ما، حينها يجوز، ويجب ، أن يعزى نجاح العلاج لعوامل الإيحاء.

2. كذلك وبشكل عام لا يأخذ بالحسبان عوامل البيئة التي تتم عليها الدراسة، على اعتبار أن جميع شعوب الأرض يكون مثالها الأفضل هو المجتمعات الغربية بالذات، وأن كل ما ينطبق هناك يجب أن يطبق على باقي الشعوب، الفروق بين الأفراد والفروق بين الثقافات، تفعل فعلها في مفعول الإيحاء والتكوين الجسدي والنفسي.

المشكلة الرئيسية بالنسبة للطب الحيوي هي "تشويه سمعة" المعالجين التكميليين ونحوهم ، ولكني جئتُ لأخبرك بعض الأمور، نحن لسنا أولئك العصابات التي تسعى لتحقيق ثروات هائلة ببيع الوهم ، نعم هذا الحال البعض ( أو الكثير ) ولكنه ليس حال المعالجين الأصيلين ، لطالما سعينا لكي يتم ضم الطب التكميلي إلى حقول الطب المعترف بها ، طموحي النهائي في هذه النقطة هي أن يصبح الطب التكميلي مادة دراسية أولية في أكاديمية الطب الرسمية المعترف بها من قبل الدولة، وتخصصاً مرموقاً سواء قبل أو بعد إنهاء الكلية، وكذلك يكون له معاهده الخاصة، منعاً لدخول الدجالين وغير المؤهلين.

نحن لم تسول لنا أنفُسُنا أن ندعي أن الطب الرسمي هو "علم زائف بالكامل" أو "غير نافع بشكل مطلق" أو "مسيس من قبل شركات الأدوية بكل ما فيه" ، لأننا ندرك جيداً القيمة العلمية لكثير من البحوث الطبية في مختلف المجالات ، كل ما نرغب به هو توسيع نطاق البحث العلمي في الطب، وتأهيل متخصصين في الطب الحيوي ، كما في الطب التكميلي والبديل بأنواعه، تحت رقابة حكومية (وقد تحقق هذا في الكثير من البلدان ومنها إسرائيل) وتأهيل الأطباء أنفسهم في هذه المجالات فهم بالتأكيد أكثر قدرة على إقناع المريض والتأثير على عقليته من أغلب المشتغلين بالعلاجات التكميلية.

منذُ أيام كارناب والوضعيين الحديثين ، حدث أن ( تجمّد المنهج العلمي ) ولم يعُد يقبل بأي إدخال أو تغيير ، رغم أن الفيزياء الحديثة تميل إلى الاستغناء النهائي عن هذا المنهج ولكنها لا تستطيع. وكأن كارناب والوضعيين هم "خواتم أنبياء فلسفة العلم" وهذا الوضع لا يبشر بخير أبداً.

من ناحية المنهجية العلمية ، دراسة المجموعات المقارنة ودراسة التعمية أصبحت لا تجدي كثيراً ، هناك مجالات تحتاجها ولكنها لا تستطيع تغطية كل ظواهر الحياة ، مثلاً لا تستطيع أن تدرس الحالات الاستبطانية من خلال السلوكيات الخارجية والمنعكسات الفيزيولوجية ، لأن الاستبطان يعتمدُ على الإدراك والتخيل والتأويل ولا يخضع لقانون علمي ولذلك ، أغلب سلوكيات البشر ( القادمة من عمق العقل ) لا يمكن دراستها بنماذج المقارنة ، لا يمكن التحديد بالدقة المناسبة طبيعة العناصر التي يفترض أن تدخل في الدراسة ، أو ماذا يدور في عوالمهم الداخلية أثناء تلك اللحظات ، أو حتى إذا ما كانوا يخضعون للموضوعية في قراراتهم ، حسب الخداع البصري ، يمكن لشخصين أن يريا نفس اللون أو الشكل كل بطريقته ، وهذه هي أسباب اختلاف النتائج التي تصل إليها نفس البحوث في نفس الموضوع ونفس المنهج ، بعبارة أخرى : من المستحيل إلغاء العوامل الذاتية في التجربة العلمية.ووجب إذن بناء التجريب من جديد ليتكيف مع هذه الحقيقة النهائية.

ومن ناحية أخرى ، هناك بعض أنماط العلاج التي يمكن أن تُدرس بالطرق التجريبية التقليدية ( مثل العلاج بالألوان والتنويم المغناطيسي الموجه ، والعلاج بالأعشاب - بشكل عام - وغير ذلك ) ورغم كل شيء لا يتم الاعتراف بتلك الأمور وهذه قاعدة عامة. لأن أي محاولة لعزو حدث واقعي لعلّة غير محلية سيقابَلُ بالحرب والحظر بكل ما لديهم من قوة.

من الممكن أن نسمي المغالطة التي يرتكبها البحث الطبي والعلمي اليوم بـ"خلق الفجوات المعرفية" التي تسمح لآلهة الفراغات بالدخول رغماً عن الجميع ، دون أن تخضع لمراجعات موثوقة بطبيعة الحال.

وبالنسبة لموضوع التعليل المادي للظواهر العلاجية ضمن الطب التكميلي ، فهو غير ممكن ببساطة تماماً كعدم إمكان تعليل المنهج العلمي نفسه بطريقة مادية بحتة ، فبناء المنهج بناءٌ عقلي مجرد. ومع ذلك ، د.مانفريد بوركرت في كتابه "الطب في الفكر الصيني" يقدم مقاربة لضم العلاج الصيني إلى المنهج التجريبي ( الوضعي ) وذلك بالقول : لا داعي لرفض الطب الصيني لمجرد أنه يستخدم عللاً غير مادية ، يمكن تأويل تلك العناصر على أنها "إجراءات وظيفية" للمادة ، وكذلك العناصر الخمسة وأعضاء زانغ-فو ونقاط الوخز بالإبر ، كلها هي "دوائر وظيفية" ، دون البحث عن كُنهها ، تماماً كما يتم التعامل مع المادة نفسها وخصوصاً في نطاق التجارب الكمومية، وهذا يسمح بالبحث التجريبي في الطب الصيني ضمن نطاق العلوم الغربية الوضعي.

المشاركات الشائعة